تشعر وأنتَ تقرأ هذا الكتاب، وكأنكَ في مضمار للجري، تتابع بلهفة سباقاً للتتابع، فالأب محمَّد يقطع مسافة معيَّنة خلال رحلته الطويلة والشاقَّة في المنفى، ليتابعها الابن، شادي، بمعاناة لعلَّها توازي وتتعدَّى في بعض الأحايين، نظراً لسنِّه وخوضه لأوَّل مرَّة تجارب حياتية جديدة.
هذه الصفحات تُلخِّص، بطريقة ما، المسارَ المؤلمَ للشعب السوري ومأساته اللامتناهية، هنا وبعد سنوات طويلة من الصمت، يتواجه الأب المَنفِي والابن المولود في المَنفَى من أُمٍّ إيطالية. وقد كانا غريبَيْن تحت سقف واحد، وأُمّ تُهادِن وتحاول أن تُرممِّ العلاقة الصعبة بينهما، ليُشكِّل فقدانُها، فجأة، البؤرةَ التي ستدفع الاثنَيْن للانفتاح، واحدهما على...