لا يكتب مينا ناجي رواية، أو يشطح بخياله بعيدًا، لكنه يكتب نصوصًا لا بطولة فيها سوى للكتابة، كتابة تبدو -للوهلة الأولى- ذاتية من فرط الألم الذي تُحدثه، ولكنها سرعان ما تتفرع وتتشابك مع أعمال بلانشو وكافكا وريلكه وبيكيت وغيرهم، ليصنع في النهاية أسطورته الخاصة.
يعتمد "33: عن الفَقد والرُهاب" على تجربتين شخصيتين: فقط الأم والعيش مع شبح الرُهاب أو "الأجورافوبيا"، وعبر رحلة الكتاب "بين رهبة الكتابة وحُزن الحداد"، يتلمس مينا ناجي طريق الخلاص. ويتماهى القارئ مع تجربة الفقد تارة، وتحيره تساؤلات الكاتب المدهشة في لغز النفس البشرية تارة أخرى، فيبدو الخلاص ليس بعيدًا والطريق معبدًا للنجاة