مهما تتعدد المواضيع في هذه الرواية، فإنها أساساً قصة حب. ولكن الحب هنا من نوع غير عادي: عنيف، وقاسٍ، وكثير التأمل في الذات. وسراب عفان ستثبت أنها امرأة غير عادية، فتجد أن حباً كهذا لا بد أن يكون مغامرة خطرة في أكثر من اتجاه، إذ كانت تبغي خلاصاً لنفسها، ولغيرها. ونائل عمران، الرجل الذي يفاجأ بهذا العشق، سيذهل حتى الألم لما حرك في سراب من طاقة هائلة، وحيوية أخضعت العقل والجسد لإرادتها، تحقيقاً لإنسانيتها وحرية قرارها. وهي قد تصر على أن تمازج بين واقعها وخيالها، أشبه بممثلة تقمصت دوراً على المسرح، وخرجت إلى الطريق وهي مستمرة في دورها، إلى أن تحول وهمها إلى حقيقة. لقد أضاف جبرا ابراهيم جبرا، بروايته الجديدة هذه، امرأة متفردة أخرى إلى الشخصيات النسائية المتميزة التي صورها في رواياته السابقة.