قبيحٌ هو وجه الغياب. أصفر باهت، أسود معتم، مغبّش زئبقيّ امّحت ملامحه. مارغريت غابت ولم يبقَ منها سوى صورة. حملها المرض ذات صباح ولم تعد. أمام فاجعة الرحيل، لا يبقى هناك سوى جدار تخبط رأسك به حتّى تدمى. إلّا إذا قرّرت أن تنعطف بنظرك قليلاً نحو الزاوية، حيث يقبع شبّاك لم يستسلم تماماً للعتمة، يداعب خيوط الشمس التي تتسلّل إلى السرير الفارغ البارد، ويراقص نغمات الحياة الّتي تقتحم عزلة منفاك الطوعيّ. تتوه في الشوارع باحثاً عن وجهها ولا تجده. وجهها المضيء انطفأ ولم يبقَ منه سوى وجه الرحيل القبيح. لذلك الوجه ستبوح، وستحكي القصص. ستحكي الحكايات لتنام الصغيرة. ستسرد عليها ما لم يُتح لك عمرها القصير سرده. ستهدهد روحها بقصص عن أشخاص عاشوا حيوات مبتورة مثلها، وآخرين أهدت إليهم الأقدار أحلاماً ملوّنة... ولن تسأم.