المصابيح الزرق" بكل بساطة رواية تصور حياة جماعة من الناس البسطاء أيام الحرب العالمية الأخيرة. ومن ورائها حياة اللاذقية، وسوريا، أو بكلمة واحدة تصور الجو المحموم الذي كانت تعيشه بلادنا أيام الحرب. فإذا صح أن تكون لكل قصة عقدة، فعقدة "المصابيح الزرق" هي أزمة الحرب.
وقد تجاوز الروائي هذه الفكرة "أثر الحرب في الناس" إلى تصوير حياة كاملة تلعب فيها أزمة الحرب دوراً كبيراُ، ولكن الدور الأكبر هو لمجموعة هؤلاء الناس الذين يضطربون في تثنيات الكتاب... كيف يحيون، وكيف يعامل بعضهم بعضا، وكيف يكافحون في سبيل العيش، وكيف ترتبط مصالحهم الخاصة بقضايا أمتهم، وكيف يفهموم النضال. إنها بالأصح قصة حياة مجموعة من الناس أخذت أحداثها في فترة تاريخية معينة. فالقصة، وإن كان الحافز الأول لكتابتها هو الحديث عن الحرب كيف تغير الناس، وتسوق حياتهم في مجارٍ جديدة غير طبيعية، فإن الهدف، بعد أن بدأت الفكرة تصبح عملاً، ونماذج الأبطال شخصيات حية متحركة، خرج من يد المؤلف ليصبح نوعاً من البانوراما-المنظر العام-لحياة صادقة صحيحة