في العلاقة بين جمال عبدالناصر وكمال جنبلاط ينعقد الخاص والعام, الفكر والمشاعر, قضايا الأمة والعقيدة وشؤون الروح المنطوية على نور نفسها, والمنتشرة في الخارج المحسوس. وهذا التشابك بين الذاتي والموضوعي جعل جنبلاط يطل على الناصرية – الظاهرة من خلال عبد الناصر الشخص, ويكتب في الوقت عينه, ذاته بكليتها من خلال تناوله لرجل اعتبر أنه الكلّ في الكلّ. فحين يصف كمال جنبلاط عبدالناصر بأنه "رجل روح في قميص سياسي شفاف " يسوق وصفاً يشف عن ذاته بالقدر نفسه, بل أكثر مما يشف عن عبدالناصر.