هل قول ما أقوله، يتطلّب، حقّاً، قدراً عالياً من «الجرأة»؟ هل الاعتراف بما نخشى الكشف عنه، أو حتى بما «نخجل» به، يحتاج إلى «شجاعة»؟ لقد تخطّيتُ هذا السؤال منذ وقت بعيد. الآن، عندما أكتب، لا يعنيني إلّا سبر أغواري واستكشاف المزيد من الطبقات التي تكوّنني. لا أرى الخطوط الحمر أمامي، لا أسمع التحذيرات من حولي، ولا أبالي بالألغام التي قد تنفجر تحت قدمَيّ. جلّ ما أفعله هو أنّي أتربّص بذاتي، ثمّ أنقضّ عليها وأقشّرها حتى تصير عزلاء تماماً على الورق. آنذاك، أكون أنا المتلصّصة والمستعرية في آنٍ واحد، المأدبة وصاحبة الدعوة، مفترسة نفسي وطريدتها. وكلّما انفجر بي لغمٌ انتشيت، لأنّي بذلك أمنح القارئات والقرّاء أشلاء لحمي الحيّ. تلك الأشلاء هي حقيقتي، هي كلماتي، وهي هديّتي المتواضعة إليكنّ، إليكم، في هذا الكتاب... وهي، أيضاً، فخاخي.