سيجد القارئ لهذه القصة نفسه إزاء تجربة فنّيّة جديدة: جريئة، مثيرة وغريبة. وقد يستغرب القارئ ما يقرأ، وقد يصل الاستغراب حد الاستذكار. ولكنه لن يكف عن القراءة حتى السطر الأخير. فالكاتبة تخلق عالماً غريباً، عالم النفس الإنسانية المعقد، وتستدرجنا إليه بمهارة فنية فائقة، فلا نملك سوى أن نوغل فيه حتى النهاية. أياً كانت ردود أفعالنا إزاء هذا العالم الغريب. تبدأ القصة بشخصية من الشخصيات التي تخلقها الكاتبة، وهذه الشخصية وهي الطبيبة تقوم بدور الراوية. ولا تلبث الطبيبة أو الراوية أن تنسحب بعد أن تعطينا الجانب العلمي البحت لحالة المريضة التي تعرض لها القصة، الجانب الذي يمس الظاهر ولا يتعمق إلى الباطن، الذي يشخص الألم ولا يتوصل إلى أعماق النفس الإنسانية أو أغوار اللاشعور وفي تناقض حاد مع هذا التعبير عن المظهر الخارجي،...