تُعَدُّ لحظة ما قبل الرحيل في زمن الأوبئة لحظة فِقدان قَسْري مُخيفٍ، لحظة تدفع إلى تصوُّر مونولوجات، يُخَاطِبُ فيها المصاب مصيره وأهله، ولا يُودِّعهم، إنه يراهم بعَيْنَيْن لا تريان، عَيْنَيْن مفتوحتَيْن دون نظر .. وقد يحصُل أن أحداً في وضعية مماثلة، يخاطب الموت، ويطلب منه قليلاً من الانتظار .. تَغَنَّى بذلك الشاعر الكبير محمود درويش، فقال:
أيُّها الموتُ، انتظرْ! حتَّى أُعِدَّ حقيبتي:
فُرشاة أسناني، وصابُوني، ومكينة الحلاقة، والكولونيا، والثياب (...)