هو كتابٌ لقاصٍّ يندرُ أن تجدَ حساسيته في القصَّة العربية، لأنَّه ينذرُ قصصه كنذرٍ حقيقيّ، بأسلوبٍ واقعيٍّ مبنيٍّ على المضي بالواقع إلى الدرجة التي تجعلُ منه فانتازياً.
منذ البداية تريدُ إحدى شخصياتِه أنْ تنتحرَ بسُمِّ فأرٍ مستورَدٍ من الهند، في حين أنَّ شخصيةً أخرى تطربُ لإيقاع الحَجَر، ثمَّ يشي بنفسهِ في قصَّةٍ أخرى، ليُمعنَ في السرَّد واضعاً القارئ أمامَ عوالمٍ نسيجُ هوائها كآبةٌ خفيفةُ الظلّ. كلُّ شيءٍ هنا واقعيٌّ لكنَّه يتجنَّبُ الواقعيةَ في الوقت ذاته.
هل ما نقرأهُ هنا قصصٌ حدثت بالفعل؟ أم أنَّها مونولوجات داخلية، لكاتبٍ يضعُ جميعَ...