تاريخ عالم مدمّر

يقدم في هذا الكتاب عالم الحضارات القديمة ميشائل زومر مثالاً نموذجياً لدراسة في علم التاريخ استوعبت أفكار (أسمان) حول الميدان النظري على نحو منتج. وفيما يخص التاريخ الحضاري للمنطقة الممتدة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر دجلة في العصر الإغريقي والإغريقي المتأخر، فإنه بحث حساس ومثير للجدل في الواقع، ليس لأنه يستقصي الجذور التاريخية لمنطقة الحضارة، التي أطلق عليها الرومان اسم سوريا وهي المتورطة اليوم على نحو عنيف ووحشي في حروب ،عصابات وفي حروب بالنيابة في صيغة من "حرب عالمية ثالثة"، حسب تشخيص كثير من المراقبين وإنما لأنه في تحليله النماذج الاجتماعية والمنظومات الدينية في العصر الإغريقي والإغريقي المتأخر، يرسم صورة جلية إنسانية جديدة، لمختلف ثقافات الإمبراطورية ووضعها الفكري.

لقد نجح میشائل زومر بامتياز، بأن يكون واقعياً ومثيراً في الوقت نفسه، في إلقائه أنواراً كاشفة على الماضي، تُظهر كل تفصيل ملموس كجزء علاقة متشابكة، كما أنه يفتح أفقاً، بل آفاقاً، تضع من الكليشيهات المتداولة موضع تساؤل.