كان كل هذا حاضرًا في ذهني حين بدأت بقراءة كتاب "يوميات الحرب" لآنّا عكّاش. لكن آنّا لا تكتب الحرب، بل تكتب الناس والمدينة وتلك التحولات التي تجري على كل منهما. وتكتب بضمير الـ "أنا" وبالزمن المضارع، كأنها تقول لك: هذه أنا، آنّا عكّاش، الآن وهنا، وهذا ما رأيته، هذا ما عشته. بعينين أشبه بعدسة كاميرا مصوّر، تلتقط التفاصيل، التفاصيل التي تعرفها أنت، وتجعلك تراها مرة أخرى كما لو أنك تكتشفها للمرة الأولى، وتقول في نفسك: لقد رأيت كل ذلك وعشته أيضًا! وتضبط نفسك متأملًا: كم يتشابه البشر!