بعد قليلٍ من التمنّع، رضيت رسمية بارتداء السروال الداخلي القصير، ورافقت زوجها، عاشق سميرة توفيق، إلى سهرات "نصّ الليل". نساء عشيرة العبد اللات لم يسكتن طبعًا على هذا السلوك. مثلما لم يسكتن على نجمة التي خلعت الثوب الطويل وارتدت الفستان بعد مغادرتها راس النبع وإقامتها في المدينة. سناء أيضًا، الموظّفة في بنك، لقيت نصيبها من مرّ الكلام بعد أن نزلت مياه البحر ولوّحت الشمس بياض ساقيها. كلّ ذلك ووضحا، سادس زوجات منّان، كبير العشيرة ومختارها، لا تزال تتوجّس من الغسّالة والتلفزيون المسكونَين بالعفاريت. هؤلاء هنّ نساء العبد اللات. من خلالهنّ، وتكريمًا لهنّ، يكتب محمد بن منّان تاريخ العشيرة التي هاجرت قبلًا من باديتها وتستعدّ اليوم لهجر بداوتها: إنّه عصر التحوّلات السياسية والاجتماعية بعد النكبة، وطفرة الحداثة، وبذور الصراع التي بدأت تنمو في فلسطين الخمسينيّات. إلّا أنّ الفرس لا تزال تصهل بشؤم في أذنَي وضحا التي لم تتوقّف يومًا عن سرد الحكايات... أدرج على اللائحة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) - 2016