أنا بلا وجه، أخاف أن أبتسم، فالمكان عاجز عن إدراكي والجدران حولي لا تحمل أي دلالة سوى حدود الحركة التي أملك، أدور حول نفسي، أغوص في أعماقي، أستنفر أقصى ذكرياتي، وأبحث بعيداً عن الطفل الذي كنت، مشتاقاً حدّ الوجد إلى لحظات الدهشة الأولى. لا شيءَ يحصل في الخارج، كلّ الحروب والصراعات واتفاقيات السلام وإعادة الإعمار تعقد بعيداً عن بصري. بين أربعة جدرانٍ، وما دام السقف لم يقع، لا يحصل ما يستحق الالتفات إليه. كلّ شيءٍ على حاله، وسيكون كذلك غداً. أحياناً يتغير لون الصنبور ببقع جديدة يلتهمها الصدأ، وقد يتحول إلى الأخضر لاحقاً، أخاف أن ينفجر ويُغرِق المكان، أن أموت قبل معرفة أحدٍ باللاشيء الذي يجري هنا، قد لا يكون غرق إنسان بصمت مذكوراً بين طوارئ فتح الأبواب.