لعلّ أخطر ما في الشعر الأصيل ارتباطه بالمعتقدات الدينيّة واستحضاره الغائب من تاريخنا، ذلك الغائب- الحاضر المرتسم عند فيضان أنوار الغيب الإشراقيّة، تراه تارةً يلامس عماء البدء الكونيّ وطورًا يهبط أعماق اللاوعي الفرديّ والجماعيّ في دوّامة لا تنتهي ليصنع تجربةً فنّيّةً فريدة. ولقد حاولت هذه الدراسة الغوص في البعد الزماني: القديم والجديد امتدادًا قبل آلاف السنين، والبعد المكانيّ شرقًا وغربًا، والبعد الفلسفيّ الصوفيّ، والهدف منها إماطة اللثام عن ذلك المجهول الأرضيّ التوّاق إلى السماء بكلّ جوارحه، وفكّ العلاقة الوثيقة بين الشعر والدين والفلسفة والتاريخ والتصوف، بحثًا في مصبّ التاريخ عن هويّة أدونيس الشعريّة الرائدة.