تعتبر هذه اليوميات بحق علامة فارقة في التاريخ الثقافي لإيران، فهي ثمرة رحلة الانفتاح على الثقافة الأوروبية، وجسر معرفي بين عالمين؛ شرق يحاول أن يستيقظ من غفوة القرون ليلتحق بركب الأمم المتطورة، وغرب يتسامى بالعلوم والعمران ويضج بالأنوار. والأهم أنها أثر من رحلة لملك شرقي طاف في ممالك أوروبا عاماً ليرجع من هناك ملكاً مختلفاً عن ذاك الذي كان في أول الرحلة، سيباشر بفعل ما اطلع عليه في أوروبا من مظاهر النهضة وأسبابها وعواملها حركة تحديث جادة في مملكته القاجارية.
وبهذه اليوميات التي قادته إلى روسيا وألمانيا والنمسا وإيطاليا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية يكون ناصر الدين شاه وهو رابع الملوك القاجاريين، وأول ملك إيراني يکتب رحلاته؛ فقد كان ضليعاً في الأدب، يكتب الشعر وشغوفاً...