منذ القصة الأولى نكتشف أبطالاً يعيشونَ تفاصيل مدينةٍ، تعيشُ هي الأخرى تحوُّلاتٍ تبدو غير مرئية حيناً، وتكشفُ عن أسرارها حيناً آخر. مدينةٌ عرفَت الزّلازل والهزّات الأرضية والتّاريخية والنّفسية، كما لو أنَّها بتلك التصدُّعات تحكي حكاياتها المُغيّبَة أو المنسية أو تلك التي تجرُّ سنواتٍ بعيدة كماضٍ يُلقي بظلاله على حاضرها، لكن لنتساءل أولاً، من يحكي حكاية هذه المدينة؟ ويغوص عبر قصصهِ في تفاصيلها؟ سبَق وأن تشابك معها بقصائد كتابه الشعري الأول "ضجر البواخر"، ومع شوارعها وطرقها ومآسيها الصغيرة كما الكبيرة، ليعود اليوم صلاح باديس، قاصّاً، ويخبرنا بأمورٍ تحدث في "آلجي" كما يُسمّيها الجزائريون، وقد لا ننتبه إليها؛ يلتقطها باديس ويحوِّلها إلى لوحاتٍ تضمُّ مقتنياتٍ عتيقة كسيارة بيجو 505، وقد نمرُّ...