تقرأ فيليب سالم على صفحة النهار الأولى – واليوم مجموعًا في كتاب – وتسمعه على مرّ السنوات وفي المناسبات كافّة، في الانتصارات والهزائم، والأفراح والأتراح، فتأخذك فتوّته وعنفوانها. لا يستكين، لا يهدأ، لا يملّ، لا يستسلم، لا يفقد القدرة في الدفاع والهجوم. يَشفي ولا يَشفى. متوثّبٌ للإلمام بالجديد وللتحكّم بما طرأ ولمراجعة ما حصل طلبًا لإدراك الفائدة منه والأذى فيه. لكنّه ثابت على الإيمان أو قل على إيمانين اثنين: لبنان والمعرفة، يؤالف بينهما، يكاد أن يماهيهما، لكنّه لا يضيع. فهو فتى الثوابت وهو فتى التقدّم غير الآبه بالسّكون والرّضا. علّمه الطبُّ، مداواةً وبحثًا، ما العلمُ، ولم يُنسِه ما الوطن. إنّه فتى الإيمانين والرجاء الواحد. فارس ساسين