أذكر أنّهم جرّبوني مدافعًا، فنجحت لأسبوعين، إلّا أنّي بدأت أشعر بالملل في مركز قلب الدفاع. كنت شرسًا على عكس ما تُنبىء به ملامحي، ولكنّ ابتعادي عن مرمى الخصم كان يوتّرني. المهاجمون بلا رحمة لكنّ المدافعين ضَيَّقوا الأفق. هم أقرب إلى العشوائية في اللعب. وأخيرًا، ثبّتوني في مركز صانع الألعاب. مَن يلعب في هذا الموقع يلعب في كلّ المواقع، حتّى خارج الملعب. يجمع اللاعبين على خطٍّ واحد كأنّه نور يمشون خلفه. يوزّع الأدوار على الأوركسترا: أنتَ وظيفتك كذا، وأنتَ مهمّتك كذا. يهيّج الجماهير ويطيّب خواطرها بحركتَين إن لزم الأمر. رأيتُ ذلك بعينيَّ: المايسترو. رأيتُه في ملعب الراية. لم تكن ثيابه رياضيّة، وكان لاعبًا بلا رقم. أدرج على القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، دورة 2014-2015، فرع المؤلف الشاب.