مطأطأةَ الرأس، سارتْ إلى جانب الصبيّـة، في طريق العودة، تُجرِّرُ قدمَيها، وتتعثّر بخيبتها... ولذلك لم تنتبه إلى حجرٍ نفرتْ حروفُه، من تحت الردم، واعترضت خطواتها. نَدتْ عنها صرخة مخنوقة، وكادت تهوي لو لم تسندها ذراع الصبيّة... وفي تلك اللحظة، لمعت الحقيقة في عينَيها مثل تشظِّي البرق. تعثّرت بحجر الرحى. إنّها تقف فوق أطلال المطحنة. مطحنتها القديمة الغالية، مدفونة هنا، تحت طبقات كثيفة من ردم النهر، وجرف السنين....