عند العتبة الأولى للكتاب نجد أنفسنا في حديقةٍ مهجورةٍ ينتصب في آخرها "تمثالُ الشاعرِ" مواجهاً العالم والناس بصدرٍ أعزل إلا من القصائد التي تبدو لوهلةٍ أنَّها متاحة، وقبل أن يتفرَّقوا، تراهم يصوِّبون سهامهم نحو التمثال، ولا يهم إن كانت الإصابات مُحقَّقة أو خاطئة؛ طالما أن هذا البيان الشعري سيمتدُّ ظلاًّ عالياً يطالُ كلَّ شيء يقع بين يدي الشاعر.
يكتب أحمد الملا في قصيدة "جملة صلبة":
أريدُها قصيدةً مُدَبَّبةً مُحكَمَةً ومَحشُوَّةً بالبَارُود
مثلما أكتبُ عن الثَّورِ والمِحْرَاث
والفلاحِ والبِذْرة