تتعمَّدُ مريم حيدري في لعبةٍ شعرية مُحكمة، تركَ البابِ موارباً، في إحالةٍ على عالمٍ غامضٍ يتكشَّف شيئاً فشيئاً بالكلمات، كما لو أنَّ الشاعرة هنا، تحمل كلماتِها كفانوس يزيحُ الظُّلمة عن الدروبِ والطرقِ الصغيرة، عن المدنِ والحارات، عن البيوتِ والغرف، بين الأصدقاء وظلال الغرباء، وخلفَ الأشياء الحميمة التي تؤثّثُ القصائد. هكذا، تروي مريم حيدري سيرةَ الأماكنِ التي نسافرُ إليها ونتركُ أثرَ عابري السبيل، تتعدَّدُ المدن تحت سماءٍ واحدة، من الأهواز، إلى بغداد، إلى الجزائر، إلى كابول، وطهران. حيثُ ترسمُ مريم خارطة عالمٍ نكتشفُ تفاصيله، بخلفيةِ موسيقى فارسية وجرأةِ امرأةٍ تدينُ بالحب أنّى توجّهت ركائبه.
تقول مريم حيدري في أولى قصائدها: