<div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">لا يتأخر الشاعر راسم المدهون في التعريف بنفسهِ، من خلال أولى قصائد الديوان الأربعة عشرة، ماسكاً حبل الاعتراف من وسطِه، متوارياً خلف اللغة الناضجة كخبير مناجم يعرفُ أين يكمنُ المعدن النفيس، وأحياناً كطفلٍ يُغني لحنه الخاص، في الحب، والحياة، وتأويلات الحلم، والمحاولات الحثيثة للإمساك بمعنى الوطن. في قصيدته "ربّما" نقرأ: "أنا الكلامُ الذي فاضَ من مناماتِ العشّاق/ والخائبين". قبل أن تتحوَّل الأغنية لاحقاً إلى فصلٍ آخر من "الذبول الجميل"، حيث يقف الشاعر على عتبات الحبّ، مستعيداً الصيف في آخر الكتاب.</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">وفي البحث عن إيثاكاه الأخرى، يغامر راسم المدهون بكلِّ شيء في حياته، في عالمٍ يائس بلا معنى:</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">أنا شاعرُ الطُّيُورِ المُهاجرة</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">والنوارسِ القَلِقَة</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">رأيتُ كوكبَ الأرضِ مُزدحماً بالأسى</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">وأغاني الغياب</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">قلتُ أُؤلِّف بحراً</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">وأجعلُهُ شاهداً</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">سأقولُ هناكَ جزيرتي التي تحتلُّها الصُّخُور</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">ويلعب بها الهواء</span></p></div><div><p dir="rtl">&nbsp;</p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">في الانتظار يتفاقم الفراغ، حتى يتحوّل مجيئها إلى امتلاء، ومع تروبادور المرايا نحمل سلّة أقمار ونمضي، ويُمسي ظلُّها أخضر والكلمات والأشياء والتفاصيل خضراء، يراودنا الشك في أنّها إيفانا الرهيبة، قبل أن يحضر محمود درويش بكاملِ أناقته في قصيدةٍ طويلة جاء عنوانها باسم الشاعر الراحل:</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">...</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">بل إنَّ فتاةً رأتْكَ مرَّةً تقرأُ شعراً في رام الله</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">تحلفُ لصديقتِها</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">أنَّها رأتْكَ اليومَ واقفاً قربَ مقهى في المدينة</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">تبتسمُ لها</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">فتشبّ الغيرةُ في وجنتي صديقتها</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">وتسألها</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">هل كان نحيلاً</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">كزهر اللوز</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">هل ماتَ لأن غلطة خفية</span></p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">تفجَّرتْ في شرايين قصيدتِه؟</span></p></div><div><p dir="rtl">&nbsp;</p></div><div><p dir="rtl"><span style="font-size: 18pt;">في أغنيته هذه، يكتب راسم المدهون الجسدَ في لحظةِ انتشاء، ولا يهمّ إن كانت لحظةَ تذكّر أو ترقّب، فالحب المدسوس بين أسطر القصائد لا يحتاج إلى غواية لغوية ليمتزج النعاس بالكسل اللذيذ، ويمسي السرير الحريريّ حصاناً بريّا. ليؤنس السهر امرأة وحيدة، وبدل الأرق الماثل على امتداد الساعات، يسأل الشاعر حبيبته: "قولي لعينَيْكِ أن تنعسا قليلاً في ضواحي فمي/ فأنا مهرجان الفصول البعيدة".</span></p></div>

شعر

فلسطين

العربية

منشورات المتوسط

أغنية للذُّبول

راسم المدهون

كتب الأطفال

السير الذاتية والمذكرات

غير خيالي

خيالي

الروايات والكتب المصورة، الكومكس، المانجا

لبنان

مصر

سوريا

عراق

المغرب

السعودية

تونس

الجزائر

تركيا

إيران

الأردن

السودان

اليمن

ليبيا

الإمارات العربية المتحدة

الكويت

عمان

البحرين

الفنون وتاريخها

البيئة، الصحة، والعلوم

الطهي والطعام

الهندسة المعمارية والعمران

الأعمال والتجارة

الصحافة والدراسات الإعلامية

النظرية الأدبية والنقد الأدبي

التاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي

الأديان والروحانيات

النسويّة والجندر

الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع

الموسيقى

السياسة

علم النفس

الفلسفة

أغنية للذُّبول

راسم المدهون (مؤلف/مؤلفة)

نبذة

عن الكتاب

طبعات أخرى

نشرت الطبعة سنة 2018 باللّغة العربية

سياق، تنوع، وكتب ممتعة