يحمل «صانست بارك»، وهو حيٌّ حقيقيّ في بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية، إشارة محورية إلى ما يريد بول أوستر قوله في هذه الرواية. فهذا الحيّ يضمّ عالَمَيْن متناقضَيْن كل التناقض، ظاهرياً على الأقلّ، مقبرة غرينوود الذي يرسمها الكاتب كمدينة موازية، تضمّ عبر مساحات شاسعة من الأرض آلاف الذين عاشوا أو مرّوا في المدينة، وبعضهم نجوم سياسة وأدب وعلم وفنّ، وفي الوقت نفسه، تضمّ ذلك البيت المتهالك الذي سيضمّ مجموعة من الشباب الرافض معظمه لما آلت إليه الأمور في الولايات المتّحدة الأمريكية، والباحث عن هويّته الفردية والجماعية في خضمّ التّحوّلات التي تشهدها البلاد، ولاسيما الأزمة الاقتصادية الخانقة التي ألقت بظلالها الثقيلة بداية من العام الذي تبدأ به أحداث الرواية، أي العام 2008.