لا تُسعف القدرات العلميَّة المتقادمة دارس العلوم الدِينيَّة المسلم للإحاطة العميقة بالمؤسَّسات الدِينيَّة المسيحيَّة، وبالتحوُّلات اللاهوتيَّة، وبالوقائع المسيحيَّة. وبرغم الحوار بين الطَرَفَين المسيحيِّ والإسلاميِّ، يغيب التعويل من جانب هذا الأخير على المقارَبات المعرفيَّة والأبحاث العلميَّة. وهو ما يملي إعادة نظر معمَّقة وجادَّة في أُطُر النَظَر الكلاسيكيَّة لدى الدارس المسلم لنظيره المسيحيِّ بعيدًا عن الاستعادة الجامدة للقوالب القديمة. إذ ثمَّة طريق شبه مهجورة في الدراسات الإسلاميَّة، وهي طريق الأنسَنة والعلموة للخطاب، في الدِين وحول الدِين، كي لا يبقى تواصله مع العالم قاصرًا ومحدودًا.
كما يتطرق هذا...