القارئُ لهذه الرِّواية، المتفرِّدةِ سرداً، المختلفةِ أسلوباً، الشاسعةِ خيالاً، يمضي في رحابِ دروب وضروب الإبداع، سيَقعُ في سحرِ لغةٍ، تفوحُ منها رائحةُ مخطوطاتِ ألفِ ليلةٍ وليلة، كأنَّنا بصددِ تَصفُّحِ كتابِ الأغاني للأصفهاني في أعتقِ نسخةٍ؛ خَطَّها النُّسَّاخ، لكنْ، نحن كذلكَ بصددِ كتابةٍ سابقة ولاحقة في آن، تتحرَّى واقعاً مريراً، وتتنبأ بمستقبلٍ مجهولِ المآل.
«... إنها حكايةٌ ملؤها السير، منهم من سبق بطل الأبطال بحيرة الانكشاري، ومنهم من لحق، فشهدوا الوقائع والأخبار، واستخلصوا عظائم القصص والأحداث. منهم من ظهر وأظهر، ومنهم من غاب وغيّب، والشيخ الجليل ملمّع القدور وقارع الطناجر يبشِّر بالنبأ العظيم، يقرع الطناجر...