لا ينطلقُ كارل ساندبرغ في شِعْرِهِ، يُفصِّل سامر أبو هوَّاش في مقدمة الكتاب، من نظريَّةٍ جاهزةٍ حولَ الكتابةِ الشِّعْرِيَّة، لا يفترضُ نفسَهُ سليلَ تقاليدَ شِعْرِيَّةٍ راسخةٍ، ولا ثائراً عليها، ولا فاتحَ دروبٍ جديدةً، وقد يبدو هذا مُستغرَباً بعضَ الشَّيءِ، في وقتٍ كان الغربُ برُمَّتِهِ، قبلَ الحربِ العالميَّةِ الأولى وخلالها وبعدها، يغلي بالتَّيَّاراتِ الأدبيَّةِ والفكريَّةِ والفلسفيَّةِ والفنِّيَّةِ، التي سَعَتْ إلى إعادةِ تعريفِ الشَّرطِ الإنسانيِّ، تحتَ وطأةِ الثَّورةِ الصِّناعيَّةِ، وما أحدثتْهُ من تحوُّلاتٍ هائلةٍ في الوَعيِ الجَمْعِيِّ، وفي العلاقاتِ الاجتماعيَّةِ، وفي بنيةِ السلطةِ السِّياسيَّةِ والدِّينيَّةِ والأبويَّةِ، إلَّا أنَّ ساندبرغ لا يبدو مشغولاً بكلِّ هذه الانشغالاتِ،...