فلسفة الحياة
تساقط الثلج بهدوء، بلا نهاية، فوق الأرض المتجمدة. وكان الصمت دائمًا يتساقط مع الثلج، كما يعتقد بورا، الذي كان مختبئًا في سقيفة ما، وقد شعر بالرضا وبالقدر نفسه بالحزن، لأنه كان يستشعر الوحدة وسط الطبيعة الشاسعة. كانت الأرض منبسطة، متصلة، مترامية الأطراف أمام ناظريه، وقد غطت سطحها المنبسط أمواج بيضاء نحتت به آثار حياة مشوشة. في النهاية تقلصت وتوقفت رقصة الطبقات، وكانت تلك هي الحركة الوحيدة في ذلك الصمت العظيم. بتردد ينقل السائر قدميه وسط الثلج الذي لم يخطُ فوقه أحدٌ من قبله، ويستغرب من كونه أول من ترك بالمنطقة خطًا طويلًا من أثر قدميه. لكن ها هو يرى عبر الطريق المقابل شخصًا يرتدي ملابس سوداء قاتمة. تتقاطع خطواتهما المتوالية جنبًا إلى جنب، يعبران جالبين معهما أول حيرة بشرية إلى هذه البقعة البكر.