سلسلةٌ لانهائية من التشعّبات: هكذا يمكننا أن نروي حكايةَ حياتنا، وغرامياتنا، لكن كذلك تاريخَ التمردات، والهزائم، واستعادات النظام. في أية لحظةٍ معطاةٍ تنفتح أمامنا مساراتٌ، ويواجهنا باستمرار بديل الذهاب إلى هنا أو الذهاب إلى هناك. عندئذ نقرّر، ننتزعُ أنفسنا من منظومةٍ من الإمكانات اللانهائية ونختارُ مسارا منفردا. لكن هل نختارُ حقا؟ هل هي مسألة اختيار، حين نذهب إلى هنا بدل هناك؟ هل هو اختيارٌ حقا، حين تذهب الجماهيرُ إلى مراكز التسوُّق، حين تتحوّل الثوراتُ إلى مذابح، حين تخوض الأممُ الحرب؟ لسنا نحن من نقرِّر بل التسلسلات: آلات تحرير الرغبات وآليّات السيطرة على المخيلة. التشعب الجوهري هو دائما هذا: بين آلات تحرير الرغبة وبين آليات السيطرة على المخيَّلة. في عصرنا، عصر التحول الرقمي، تتولّى الآليات...