تتمحور هذه الدراسة حول تحليل فكري لبعض المشارب والتيارات السياسية الأساسية في إسرائيل، التي من شأنها توضيح دوافع السياسات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، ورصد التحولات والسجالات الجارية في العقدين الأخيرين. وتتمحور الدراسة حول خطاب الصهيونية المتجددة، كما يعبر عنه التيار القومي المحافظ الذي بدأ يتكون جراء التقارب الأيديولوجي بين تيارين: اليمين القومي العلماني والتيار القومي الديني (وهما الآن متحدان في تيار متطرف واحد)، وحول تيار الما-بعد-صهيوني، وهو الفكر السياسي النقدي الذي بدأ يتبلور في مواجهة التيار الأول، وذلك على أسس فكرية وأيديولوجية؛ جزء منها تطور في الفكر الصهيوني ما قبل قيام إسرائيل، وجزء آخر تأثر بالفكر الما-بعد-حداثي والما-بعد-كولونيالي. وتتعمق الدراسة في الجدلية التناقضية بين هذين التيارين وكيفية انعكاس التناقض الحاد فيما بينهما على تطور كل منهما.