"أنا أيضًا هارِبٌ من جحيم وطنيٍّ، آهٍ من جحيم الأوطان وما تفعله بقاطنيها! الروائح تتضخَّم في الماء وتَشتَدُّ، حتى الحيتان كانت لَتعافُ رائحة الخوف المنبعثة مِنَّا، وتتراجع عن فكرة التقامنا فتتركنا للمجهول!". تتتبَّع غادة سيرة مصنع كوتسيكا لصناعة الكحول والبيرة بمنطقة طُرة في مصر قبل أكثر من مائة عام، من خلال حكاية عائلة كوزيكا اليونانية التي استقرَّت بمصر في ظل ظروف اجتماعية وثقافية وسياسية ودينية فارقة في تاريخ مصر واليونان، يكتشف القارئ -مع رحلة الرواية- كيف هاجر تيوخاري كوزيكا من اليونان إلى الإسكندرية، وأصبح شاهِدًا على مذبحة الإسكندرية الشهيرة، وما وقع بعدها من احتلال بريطانيا لمصر، كيف أسَّس أول فابريكة للكحول في الشَّرق الأوسط بمساعدة أخيه "بوليخروني"، وألحق بها مصنعًا آخر لصناعة البيرة.