الحضارة الإنسانية على بُعد خطوات من الانتشار خارجَ كوكب الأرض. أحدث ما توصَّل إليه العِلم والتكنولوچيا في مجال الروبوتات والنانوتكنولوچي والكيمياء الحيوية، يمكن أن يسمح لنا بأن نَعمُر المريخ، ونبني فوقه مُدُنًا مأهولة في أَجَلٍ قريب. التاريخ يكشف عن أن الثورات العلمية تأتي عبر موجات، ففي القرن التاسع عشر كانت الموجة الأولى التي مكَّنَت المهندسين من إنتاج المحرِّك البخاري الذي قاد العالم إلى الثورة الصناعية التي خلَّصَت الإنسانية من لعنة الجهل والعمل اليدوي المضني، وأخذت بيده إلى عصر الآلة. وفي القرن العشرين كانت الموجة الثانية التي تمكَّن فيها عُلماءُ الفيزياء من الدخول بنا إلى عصر الكهرباء التي أنارت مُدُنَنا وقُرانا، ومَكَّنَتنا من اختراع الدينامو والراديو والتليفزيون والرادار، ثم وصلت هذه الموجةُ ذُروَتَها بالصعود إلى القمر. وفي القرن الحادي...