أحيانا يتعب من التفكير، وتصيبه أحلام اليقظة بالملل، فيراقب ظله على كشافات أعمدة الإنارة، يشهد الخلق، يبدأ ظله أسفل عامود الإنارة صغيرا ضعيفا، يدفع قدمه محاولا دهس رأس ظله فيكبر، يهرب الظل من قدمه بالتضخم، يتحداه، يحاول مرة أخرى أسرع حتى يدهسه فيزداد طولا، يصبح عملاقا يملأ بين عامودي الإنارة، جبارا يرقد على الرصيف، يتخيل ظله يجلس ويمد يده يشحت من المارة ليذله، يسرع خطاه هربا، ليس أنا، يختفي ظله، ويطل برأسه مرة أخرى ضعيفا أسفل عامود الإنارة التالي، مئات الأعمدة تنتظر ظل راضي، دورة حياة لا تنتهي تحت قدميه.