تجهت الكتابات عن "الجندر" في الشرق الأوسط لأن تركز، بشكل كامل، على وضعية المرأة، وصعود الحجاب والسياسات الإسلامية، كما على الصياغة الاجتماعية للهوية النسائية. وفي غضون هذه العملية، جرى إلى حد ما تجاهل قضايا الهوية الذكرية في منطقة خضعت لتحولات اجتماعية ضخمة. ونقطة انطلاق هذا الكتاب أن الذكرية لا تقل عن النسائية بوصفها نتاج انبناء اجتماعي ومصدر تعدد كبير في الأشكال والتجليات. فهناك طرق عدة كيما يكون المرء رجلاً، ويفهم العملية التي تُبنى بموجبها الهويات الذكرية المنمطة، أو يعاد إنتاجها أو تُمتحن. ومقالات الكتاب إذ تتجنّب المزاعم المعممة لتركز على ما هو خاص في العمليات الاجتماعية للذكورة، فإنها تتناول الطقوس التي يبدأ بها تدشين الرجولة: كالختان وقصة الشعر الأولى والخدمة العسكرية. كذلك تستوقفها الصور التي تتخذها لنفسها الطاقة والجنسية الذكريتان كما تظهران في شتى مجالات الإنتاج الثقافي كالفيلم والرواية والموسيقى الشعبية.