أمَّا في ذلك الصباح -15 يونية (حزيران) 1960- ولثمانية أِشهر سابقة، فإن "الأوردي" كان مُخصَّصًا لمَهمَّته "المقدَّسة" التي حفَرَت اسمه بالسياط والشوم، وحتى بالدم على صفحات التاريخ، وهي أن يكون المرحلة الثالثة -والأكثر قسوة ودمويَّة- في عملية تصفية الشيوعيِّين المصريين، وإجبارهم بالقهر والتعذيب على التخلِّي عن أفكارهم، وحلِّ تنظيماتهم، وبذلك تتخلَّص حركة "القومية العربية" من أعدائها الداخليين، بعد أن تخلَّصت من أعدائها الخارجيين، وحسَمَت المعركة مع الاستعمار لصالحها.