تفتح هذه الرواية نافذة على ماضي العراق، فتعرّيه معدّدةً عيوب حكّامه وأساليب طغيانهم. وتطلّ على حاضره فتكشف فصولاً عدّة من المعاناة الجاثمة على صدور العراقيين نتيجة الحرب. ولا تخفي خشيتها من أن تمضي البلاد إلى المجهول وسط عاصفة "الغبار الأميركي" الذي جعل الطريق إلى المستقبل ملبّداً بالمخاوف وعلامات الاستفهام.مشاهد ومرويّات وحوادث وتداعيات تعيشها بطلة الرواية، وهي امرأة جميلة مثقّفة تبحث عن كلّ شيء، وفي الوقت نفسه كادت تخسر كلّ شيء. تأخذها التجارب إلى أمكنة لم يسبق أن زارتها وإنْ في الحلم. تجارب أتاحت لها اكتشاف جسدها بعدما قادها القدر الى أناس غرّروا بها إشباعاً لرغباتهم العطشى، أو غرّرت هي بهم كي تبلغ الهدف المنشود.يروي زهير إلهيتي على لسان البطلة، ما يشعر به معظم العراقيين، هذه الأيام، في قالب سردي شائق، مسمّياً الأشياء بأسمائها، ومجتازاً الخطوط الحمر في أحيان كثيرة.زهير الهيتي كاتب وصحافي عراقي مقيم في ألمانيا. صدرت له عن دار الساقي رواية "الغبار الأميركي" و"عش الجمر".