أَعرِفُ أنَّ ذلك الشُّعورَ في مُؤخِّرة العُنُقِ شائِعٌ إلى حَدٍّ ما، لكن هذه أوَّل مرَّةٍ أختبره. مثل الكثير من الوحيدين، حواسِّي معتادَةٌ على وجود الآخرين؛ فأنا مُعتادَةٌ على أن أكون المُتجَسِّسة الخَفيَّة في الغُرفَةِ أكثرَ مِن كَوني المُتَجَسَّسَ عليها. والآن أحدُهُم يُراقِبُني، وليس هذا فقط، بل وكان يُراقِبُني لبعض الوقت. لِكَمْ من الوَقتِ ظَلَّ هذا الشُّعورُ غيرُ القابِلِ للشَّكِّ يُدَغدِغُني؟ تأمَّلتُ الدَّقائق الأخيرة مُحاوِلَةً تَتَبُّعَ ذاكرَةِ جَسدي مع أحداث الكتاب. أكُنتُ أُراقَب مُنذ أن بَدأَت الرَّاهِبَةُ الحديثَ إلى الشَّابِّ؟ منذ أنْ أُرشدت إلى داخل المنزل؟ أم قبل ذلك؟ حاوَلتُ أن أتذكَّر من دون تحريكِ عَضلَةٍ واحِدَة، كنتُ مُنكبَّةً على الصفحة كأنَّ شيئًا لم يَحدُث.