عَلَى كُلِّ حالٍ، كانَ مُواطِنونا قَد بَدَؤوا في تِلكَ الفَترَةِ تَقريبًا في الشُّعورِ بِالقَلَقِ؛ إِذْ أنَّه ابتداءً مِن الثَّامِنَ عَشَرَ من أَبريلَ راحت المصانِعُ والمخازِنُ تَلفُظُ مِئاتٍ مِن جُثَثِ الفِئرانِ. في بَعضِ الحالاتِ كُنَّا مُضطَرِّين إلى إِنهاءِ حَياةِ الحَيواناتِ الَّتي كانَت حالَةُ احتِضارِها بَطيئَةً بأكثَرَ مِمَّا يُحتَمَلُ. لَكِن ابتِداءً مِن الأحَياءِ الخارِجيَّةِ حَتَّى وَسَطِ المدينَةِ، في كُلِّ مَكانٍ كان دكتور ريو يَمُرُّ فيه، في كُلِّ مَكانٍ كانَ أَهلُ مَدينَتِنا يَتَجمَّعون فيه كانَت الفِئرانُ تَنتَشِرُ مُتكَدِّسَةً أَكوامًا، في صناديقِ القِمامَةِ أَو في صُفوفٍ طَويلَةٍ في المجاري، تَناوَلَت صُحُفُ المَساءِ المَسألَةَ مُنذُ ذاكَ اليَومِ وسَألَت إذا كانَت البَلَديَّةُ تَعتَزِمُ أَمْ لا فِعلَ شَيءٍ حيالَ ذَلِكَ، وما...