فَوضى دافِئَةٌ أَمْ نِظامٌ بارِد؟!... إنَّ لَحظَةَ الوداعِ تِلكَ جَعَلَتها تَشعُرُ بِفَخامَةِ الأُمسيِةَ، الَّتي كانَت بِمَثابَةِ العامِلِ الَّذي حَطَّمَ حوائِطَ الغُرفَةِ الضَّيِّقَة. لا يُمكِنُ في الحَقيقَةِ أَنْ تَكونَ هُنا أبدًا. هَل هذا جُنونٌ، أَنْ تَعودَ وَحيدَةً مَرَّةً أخرى! إنَّها لَم تَعُدْ تُريدُ ذَلِكَ. اللَّعنَةُ على الوحدَةِ مَرَّةً أخرى! إنَّها تَقِفُ الآنَ على ذَلِكَ المنحَدَرِ بالضَّبطِ، على حافَّةِ نَفسِها، وهي لا تُريدُ إلَّا أَنْ تَقفِزَ من فوقِ هَذا المنحَدَرِ لِتَسقُطَ فَقَط، ولا يَهمُّها إلى أَينَ. إنَّ القوانينَ هِيَ ما يَضبِطُ تِلكَ الأُمورَ، ولَيسَ لأَنَّنا في الغَربِ أُناسٌ أَفضَلُ مِنهُم. لَم يَعُدْ النَّاسُ هُنا يَشعُرون بالخَطَأ. أَنا أَشعُرُ به بالفِعلِ، لَكِنَّ الآخَرين لا... ما دُمْتِ تُصارِعين المدينَةَ؛ لَن يُمكِنَكِ إنجازُ عَمَلَكِ".