تصل المأساة الميتافيزيقية لهشام العابر إلى قمتها في هذا الجزء. ففي جدة، يختلي بنفسه، ويتيح له السجن فرصة للقيام برحلة ذاتية منفردة إلى داخله، بعيداً عن مثاليات الدمام واندفاعات الرياض. إنه وحيد الآن، وفي هذه الوحدة يكتشف ما لم يكن من الممكن اكتشافه عندما كان خاضعاً لمثاليات أمه وصرامة التنظيم الحزبي في الدمام، وعندما كان غارقاً في حياة الجسد في الرياض. لقد انهارت كل المثاليات، وفقدت كل لذة لذتها، فما الذي بقي؟ الكراديب هي خاتمة الرحلة الذاتية لابن العابر، في مرحلة هي ذاتها ضائعة بين مرحلتين وربما كانت الخاتمة هي البداية، ما الخاتمة والبداية إلا أسماء سمّيناها!تركي الحمد كاتب وروائي سعودي. من إصداراته عن دار الساقي: "الثقافة العربية أمام تحدّيات التغيير"، "الثقافة العربية في عصر العولمة"، أطياف الأزقة المهجورة".