للمذكرات الجوهرية قيمة خاصة ومميزة لأنها تكشف وتهزأ وتحتفل في الوقت نفسه بمجموعة من الممارسات الاجتماعية، منها ما هو عادي وروتيني، ومنها ما هو مستتر وغير مباح به. البوح إذاً هو السر في قيمة المذكرات. نرى المذكرات تركز على الجانب الخفي من الحياة الخاصة لوجهاء القدس وأعيانها. وعلى سلوكيات النخبتين العثمانية والبريطانية من عسكر وسياسيين. وعلى فضائح وبطولات الناس العاديين التي ولد واصف جوهرية وكبر في أحضانها. وهي تقلب العادي والروتيني إلى مشهد عجائبي. وتسمح لنا برؤيته بأعين جديدة. برزت خلال الحرب العظمى أنماط وممارسات اجتماعية جديدة في الحياة المدينية. وتبلورت في فترة الانتداب. في البداية، تضافرت المجاعة والأوبئة والنفي الجماعي على إحداث تغييرات جذرية في النسيج الاجتماعي لعدة مراكز حضرية. في القدس تحديداً ظهرت فناءات جديدة خارج سور البلدة القديمة احتضنت هذه القيم الجديدة. وساهم قطاع الدولة في ظهور تجمعات جديدة من الموظفين، وفي استثمارات القطاع العام، الأمر الذي أدى إلى تفعيل شرائح أخرى من الطبقة الوسطى ونموها في المناطق الساحلية أيضاً.