تلبية لإلحاح العائلة كتب نجاتي صدقي مذكراته عن المرحلة المكتومة، وفيها نعيش أجواء فلسطين في عشرينيات القرن العشرين. ففي سنة 1925 التحق بجامعة "كوتف" في موسكو. وبعد تخرجه عاد إلى فلسطين وتفرغ للعمل السياسي السري. ثم أوفد إلى مؤتمر النقابات الدولية في موسكو. وبعد عودته إلى البلد، وفي غمرة العمل السري، تمكنت سلطات الانتداب من اعتقاله وسجنه مدة عامين، ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية وإثبات الوجود في مركز الشرطة. أفلت من المراقبة مجتازاً الحدود إلى لبنان، ومنه إلى فرنسا حيث أوكلت إليه مهمة إصدار صحيفة "الشرق العربي" إلى أن أغلقتها الحكومة الفرنسية سنة 1936. سافر إلى موسكو وطشقند، ثم أوفدته منظمة "الكومنترن" إلى إسبانيا في إبان الحرب الأهلية كي يتوجه إلى الجنود المغاربة للتخلي عن فرانكو. سافر إلى سورية بعد ذلك حيث عمل هناك وفي لبنان في الصحافة والتنظيم الحزبي. كتبت المذكرات بأسلوب يجمع بين عرض الأبعاد الفكرية والسرد الممتع، وفيها الكثير من الوثائق والمعلومات التي تكشف أول مرة.