هذا الكتاب عبارة عن حوار بين الإسلام والغرب من خلال رمز بارز للفكر التنويري في الفكر الإسلامي المعاصر (محمد أركون)، ورمز الحزب الليبرالي الهولندي (بولكستاين).إنه مقارعة حامية بين المواقع الفكرية للتراث الإسلامي، وبين أكثر القيم الغربية حداثة ورسوخاً: كالعلمنة، والحرية، والديموقراطية، والتعددية الدينية والسياسية، والعقل النقدي، وحقوق الإنسان، إلخ... ولا ريب في أن هذا الحوار سوف يشغلنا طيلة العقود المقبلة، وربما تحوّل عن طابعه السياسي والعسكري إلى طابع فكري وسجالي. ذلك أننا نعيش الآن منعطفاً تاريخياً حاسماً قد يفتح صفحة جديدة في علاقتنا مع الغرب عموماً ومع أوروبا خصوصاً.إن الأسئلة الأساسية التي يطرحها هذا الكتاب هي من نوع: كيف يمكن إدخال العلمنة إلى ساحة الإسلام من خلال التفاعل الداخلي والصريح مع التجرية الثقافية والتاريخية للدين الإسلامي؟ بمعنى...