انطلق الحراك العربي في تعبئة شعبية غير مسبوقة حرّكت كل الطاقات الحيّة المختزنة. ولكن صناعة التغيير وبناء الإنسان تتمثّل في مشروع نهضوي فعلي. هنا تبرز أهمّية هذا العمل الذي يكشف بنى الاستبداد ويحلّل آلياته التي وطّدت أركانه، ليس سياسياً فقط وإنما اجتماعياً وثقافياً ولغوياً. ومن أبرز مقوّمات بنى الاستبداد التي يعالجها هذا العمل العلاقة ما بين اللغة والكتابة، وسلطات الاستبداد، وكذلك ما يمكن أن نطلق عليه تسمية اللاوعي الثقافي، على غرار اللاوعي الفردي، والذي يرسّخ علاقة الاستبداد ما بين الحاكم والشعب. يتكامل لدى صفوان هم تحرير الإنسان العربي من الاستبداد مع تحرّره من الاستلاب الذي تمارسه عليه المكبوتات النفسية.مصطفى صفوان هو أحد كبار المحلّلين النفسيين من مدرسة لاكان. فيلسوف وعالم اجتماع سياسي ملتزم بقضية تحرير الإنسان العربي – المصري نموذجاً من مختلف ألوان الاستبداد السياسي والديني. صدر له عن دار الساقي: "لماذا العرب ليسوا أحراراً؟".