يُنظَرُ إلى مصطلحي "وهّابي" و"سلفي" على أنّهما متداخلان، وغالباً ما يُسَاءُ فهمهما. ولكن، ومثلما تشرح مضاوي الرشيد في سبرٍ آسر للمملكة العربية السعودية في القرن الواحد والعشرين، لا يتّفق حتى السعوديون أنفسهم على مدلولهما. وتحت تأثير الثقافة الجماهيرية، والطباعة، وتكنولوجيا الاتصالات الجديدة، ووسائل الإعلام العالمية، فإنهم يصوغون نتائجهم، ويناقشون الدين والسياسة، في مواقع تقليدية ومستحدثة، خارقين التابوات الرسمية، والقيم المحافظة للمجتمع السعودي. ولأنّها تعتمد مصادر دينية كلاسيكية، ومقابلات وقراءات معاصرة، تقدّم الرشيد اثنوغرافيا وصفية جامعة، تستكشف من خلالها التخوم المتحرّكة بين السياسة والدين. وفي سعيها لردم الهوّة بين النصّ والسياق، تسبر المؤلّفة كيف يستغلّ المواطنون والدولة معاً الخطاب الديني من أجل تحقيق غايات سياسية، وكيف أن هذا الاستغلال...