يتحدث هذا الكتاب عن سبب ضمور الفكر الفلسفي – العقلاني في الساحة الإسلامية منذ انهيار الحضارة الكلاسيكية في القرن الثالث عشر الميلادي. ويكشف عن وجود تيار تنويري ذي حس إنساني، أي أنسني، واحترام لوظائف العقل كقوة تفكير نقدية في القرنين الثالث والرابع للهجرة بشكل خاص/ أي التاسع والعاشر للميلاد.وقد نتج هذا التيار الإنساني (أو الأنسني) عن تزاوج الفلسفة الإغريقية مع التراث العربي – الإسلامي. فالتراث الديني وحده لا يكفي لتوليد تيار عقلاني يحترم إمكانيات الإنسان ويثق بها. وإنما ينبغي أن يخصبه أو يتفاعل معه تيار فلسفي قوي يعطي العقل كل حقوقه في الكشف المعرفي والإبداع الفكري: كالتيار الأفلاطوني – الأرسطوطاليسي مع امتداداته واكتشافاته الحديثة. وهذا ما حصل في الفترة الكلاسيكية من تطور الحضارة العربية – الإسلامية. فكان أن ازدهر الفكر العربي وتولّد هذا التيار...