حين تقرأ رسائل اللَّعبي، الرسائل التي كتبها من سجنه، تعرف أنّه، ومنذ البداية، أدرك المعنى العميق لمكان وزمان اسمه السجن: إنّه تحويل الإنسان الذي يُدخَل إليه. تغييره باتجاه محوه.بين جدران الزنزانة، وداخل عالمٍ معزول يُهيئ لموت الحياة فيه، كان فِكرُ الزائر الجديد يَعمل، يَقبض على سِرِّ لعبة الموت الخفيَّة، لعبة الموت التي يُضمرها السِّجن، يرى أين يختبئ الموت. يُدرك أنّ الحياة ممكنة، حياة النمو والعطاء والتغيير.قرأتُ كل هذا فقلتُ: هل يُعقل أن تكون حياة السجن على هذا القدر من الغنى؟
يوميات عبد اللطيف اللَّعبي في السّجن مثالٌ لفضيلة أن تكون محبوباً. وقبل ذلك أن تكون قادراً على نشر قيم الحُبّ، ومشاركته حتّى مع هم خارج السجن. إنّها رسائل حُبّ يتشاركهُ اللَّعبي...