مِنْ أَجْلِ عِشْقِكَ، أُريدُ هَجْرَ الرُّوحِ، مِنْ أَجْلِكَ، أُريدُ هَجْرَ العالمَين. أَرْغَبُ في أَنْ تَقَعَ شَمْسُكَ فَوْقَ المَطَرِ، لِهَذَا سَأَذْهَبُ لِلِقَائِكَ، مِثْلَ السَّحابِ. يَسأَلُ أَحَدُهُم شَمسَ تَبريزي قائِلًا: ماذا أَفعَلُ؟ إِنَّ مَجالَ العِبارَةِ ضَيِّقٌ، واللُّغَةَ مَحدودَةٌ! وكُلَّ هَذِه المُجاهَداتِ مِن أَجلِ أَنْ يَتَخَلَّصَ النَّاسُ مِن اللُّغَة! فَيُجيبُه شَمسُ الحَقِّ: إذا كانَ مَجالُ اللُّغَةِ ضَيِّقًا فإنَّ مَجالَ المعْنَى واسِعٌ! اتْرُكْ اللَّغَةَ إِلى المعنى. هَذا الكَلامُ سُلَّمٌ لِلسَّماءِ، كُلُّ مَنْ يَرتَقيه يَصِلُ إلى السَّقْفِ، لا إلى سَقْفِ الفَلَكِ الأَخضَرِ فَحَسبُ، بَلْ إِلى السَّقْفِ الَّذي يَعلُو الأَفلاكَ. مَولانا جلال الدين الرومي تُرجِمَت هَذِه الرُّباعيَّاتُ اعتِمادًا على النُّسخَةِ الفرَنسِيَّةِ الَّتي قَدَّمَتها المستَشرِقَةُ الفرَنسيَّةُ إيڤا دوڤيتري ميروڤيتش (Eva Devitray-Meyerovitch)، ونُسخَة التُّركيِّ آصِف خالد چلبي.