عايشت هاديا سعيد حقبة مهمة وخطيرة من حكم صدام للعراق، نائباً للرئيس ومن ثم رئيساً، ورافقت كثيراً من التطورات السياسية التي شهدتها تلك الحقبة، واطلعت، عن قرب، على جرائم واعتقالات تعسفية وتهديد بتصفيات جسدية، مما أدى إلى مقابر القتل الجماعي التي وصمت النظام العراقي البائد.تطل هاديا سعيد، في مذكراتها عن "سنوات الخوف" في العراق، لتروي لنا مأساة بلد بأكمله، جعله صدام حسين "مزرعة" له ولحاشيته، وابتكر فيه "فنوناً" في تعذيب العراقيين، فصاروا يأكلون ويشربون ويتنفسون الخوف والرعب. وتسخر ممن يسوّق لعلمانية النظام العراقي ومساواته بين الجنسين، حيث لم يكن هناك أي حضور للمرأة العراقية في تجمعات المثقفين، وتخبرنا، من موقعها كصحافية، كيف تحولت الصحافة العراقية إلى "بوق" للنظام، وكيف صار شعراء وكتاب وأدباء "كبار" مجرد موظفين في دوائر أجهزة الاستخبارات يشي بعضهم...