عَلَى امتِدادِ التَّاريخِ الإِنسانِيِّ كانَ الدِّينُ -وَلَا يَزالُ- ظاهِرَةً إِنسانِيَّةً تاريخيَّةً مُستَمِرَّةً لَمْ تُبَدِّدْها العَقلانِيَّةُ بِحالٍ، ولَمْ يُبَدِّدْه التَّقَدُّمُ الإِنسانِيُّ العِلمِيُّ الاقتِصادِيُّ، قَد نَأسَفُ لِبَعضِ أَشكالِهِ، وَقَد يَغيظُنا بَعضُ دَعاوَاه، وتَضغَطُ عَلَى نُفوسِنا وقُلوبِنا بَعضُ مُتَطَلَّباتِه وأَوامِرِه ونَواهيه، وقَد يَستَبِدُّ بِنا بَعضُ دُعاتِه، كَما قَد تَرُدُّنا بَعضُ دَعاواهُم إِلَى أَزمِنَةٍ ظَلامِيَّةٍ جاوَزَتها البَشَريَّةُ بِحُكمِ سُنَنِ التَّطَوُّرِ، وقَد تَجعَلُ بَعضُ حَرَكاتِهِ وجَماعاتِهِ حَياتَنا مَريرَةً لا تُطاقُ بالنَّظَرِ إِلَى تَفسيراتِهِم وتَخريجاتِهِم البَشَريَّةِ لِنُصوصِه، كَما قَد تَلُفُّ بَعضَ وُجوهِهِ أَصنافٌ مِنَ السِّحرِ.